"دير حباش".. دير القناطر البازلتية المتبقية
نورس علي
موقع "دير حباش" الأثري هو عبارة عن قناطر بازلتية راسخة فوق سطح الأرض تحاكي التاريخ منذ /330/ ميلادي، أسست كتلتها البنائية لتكون ديراً خاصاً بالعبادة.
الباحث التاريخي "بسام القحط" رئيس "شعبة آثار صافيتا" قال لمدونة وطن eSyria بتاريخ 11/4/2013 عن الموقع: «موقع "دير حباش" الأثري يعود تاريخياً إلى الفترة الزمنية /330/ ميلادي وهذا واضح من نظام عمارة الأقواس "القناطر" الباقية منه حتى الآن، فقد كان شائعاً في تلك الفترة تسمية الأديرة بالعموم عوضاً عن الكنائس، حيث بني هذا الدير لإقامة الرهبان وفق نظام بناء الأديرة المتوسطة الحجم والتي تبلغ مساحتها تقريباً حوالي خمسين متراً مربعاً، وبعد زيارة "رهبان الحبشة" إلى "القدس الشريف" ومرورهم بعدها إلى "سورية" ولقاء رجال الدين المسيحي هنا سمي دير الأحباش نسبة إلى "رهبان الحبشة" وحرّف الاسم فيما بعد لسهولة اللفظ إلى "دير حباش".
وأنا شخصياً فضلت تسمية موقع "دير حباش" على "كنيسة دير حباش" كما هو معروف بالعموم بين أبناء المنطقة لأن "الدير" أكبر من الكنيسة، وهو بمواصفاته التي ما تزال باقية حتى الآن يوضح هذا، وبشكل عام الكنيسة جزء من الدير وليس العكس».
ويتابع الأستاذ "بسام": «تميز هذا الدير من بقية الأديرة في المنطقة بأنه لم يعاد استعماله في فترات لاحقة، وقد منح الدير اسمه للموقع الجغرافي الذي سكنه فيما بعد أهالي قرية "دير حباش" الذين اعتنقوا الإسلام بعد دخولهم المنطقة، ولم يبق منه حالياً سوى ثلاثة أقواس حجرية "قناطر" تدل على تاريخه الأثري».
وعن الموقع الجغرافي لدير حباش تحدث السيد "ذو الفقار علي دغمه" من أبناء القرية المهتمين بالآثار فقال: «يقع موقع "دير حباش" الأثري في منتصف قرية "دير حباش" تقريباً، وبجانبه مسجد يعد من أقدم مساجد المنطقة، وهذا الدير يشرف بشكل كامل على "برج صافيتا" و"برج ميعار شاكر" و"قلعة العريمة"، ويقع في الجهة الغربية من مدينة "صافيتا" ما بين قريتي "خربة المعزة" و"سمكة".
الهيكل العام للدير كما تدل بعض بقايا الحجارة مبني من حجارة بازلتية سوداء وكلسية بيضاء منحوتة بدقة عالية، وهذا ظاهر في طبيعة حجارة القناطر البازلتية، وهي حجارة غير أصيلة- أي إنها ليست من الحجارة الطبيعية التي تتكون منها المنطقة- فصخور المنطقة كلسية بيضاء فقط، ويعتقد أنه كما حال بقية الأبنية تم جلبها من الأماكن القريبة الموجود فيها هذا النوع من الحجارة».
أما السيد "أسامة إبراهيم" من أبناء القرية فقال: «بقايا جدار الدير مبنية من حجارة ملونة بيضاء وسوداء، بينما القناطر مبنية من الحجارة البازلتية السوداء فقط، وهذه القناطر دفن الجزء السفلي منها بالكامل نتيجة لعوامل الطبيعة، ويظهر منها على سطح التربة الجزء المنحني فقط في الأقواس دون الأعمدة القائمة عليها هذه الأقواس، ويبلغ تعداد هذه الأقواس ثلاثة فقط هي الباقية حتى الآن، علماً أنه قد يصل عددها إلى خمسة أقواس "قناطر" على الأقل متوضعه باتجاه شمال جنوب».
ويضيف السيد "أسامة": «بعد دخول الإسلام إلى المنطقة على يد الشيخ "موسى الفارس" واعتناق الأهالي له بني مسجد بجانب الدير دون المساس به وبمكوناته المسيحية على مبدأ التعايش السمح بين الأديان، حيث دفن هذا الشيخ بجانب الدير بعد وفاته للمحافظة على تلك الآثار إلا أن واقع الدير يحتاج إلى عناية من قبل الجهات الوصائية ليبقى محافظاً على استقلاليته الدينية فيما تبقى منه».
وعن مقاسات الأقواس المتبقية من الدير يقول السيد "محمد مصطفى": «إن أقصى ارتفاع ظاهر للقناطر هو حوالي /2.6/ متر بينما يبلغ طولها أفقياً مجتمعة حوالي /10.2/ أمتار، أما ارتفاع القنطرة الواحدة الظاهر فوق الأرض فهو /1.5/ متر وفراغها الداخلي حوالي /2.6/ متر، بينما ثخانة العمود تصل إلى حوالي أربعين سنتيمتراً تقريباً».
الدير بجانب المسجد وامامهما أكبر بلوطة معمرة الأستاذ "بسام القحط" موقع "دير حباش" ضمن المثلث الأسود على جوجل إرث
لمشاهدة الموضوع الأصلي إضغط هنا
المصدر: RSS الحوت السوري
rvdm ]dv pfha td whtdjh >> hgrkh'v hgfh.gjdm hgljfrdm