على مسافة ثلاثة أمتار تقريباً ، أقف أمام زوجتي فاتحاً يديّ منتظراً أن ترمي لي شيئاً كان في يدها و أقول لها :" زِتّي .."..
طلبت مني أن أكرر الكلمة ، فكررتُها اعتقاداً مني أنها لم تسمع .." زِتّي ..!!"
لقد كانت تسمعني زوجتي لكنها لم تكن تفهم ما قلت .. لم تكن قد سمعتْ من قبل بكلمة " زِتّي" أي " ارمِ.." بصيغة الأمر..
كانت لحظة غريبة ومدهشة عندما وبعد حوالي ال٩ سنوات من الحياة المشتركة ، نخاطب بعضنا بكلمات غير مشتركة ..
انتابني إحساس عميق بالسعادة .. فأنا ما زلتُ قادراً على تقديم الجديد لها ولو بمجرد كلمة ..
ما زالت رياح الأسئلة تتحرك بيننا..ما زال الإستغراب حاضراً هنا ..
أحسستُ لوهلة أن اكتشاف هذه الكلمة قد غير وجهي ووجهها وأثاث البيت والأمكنة..
في الحب يصير ما يجهله حبيبي عني وما أجهله عنه ثروة حقيقية .. أقدمها له واستقبلها منه كلما ساد الصمت.. فنفرح فرح طفل من يدٍ خفية تهزّ مرجوحته بعد أن ظنّها قد توقفت..
ما نجهلهُ في المحبوب هو نوافذ لم نرها بعد .. تفتح على عوالم جديدة وفريدة..
ليس فخراً أن تعرف كل شيء عن حبيبك.. اتركه يدخرُ اسرارَه البيضاء للأيام السوداء ...
الدكتور رفيف المهنا
المصدر: موقع ومنتديات المفتاح
hgsv~ hgHs,] ggd,l hgHfdq
لمشاهدة الموضوع الأصلي إضغط هنا