Quantcast
Channel: RSS الحوت السوري - منتدى المفتاح
Viewing all articles
Browse latest Browse all 4451

بقلم أحمد توفيق أنوس - لِمَنْ تكْتُبُ الْأشْعَارَ تسْألُنيْ

$
0
0
لِمَنْ تكْتُبُ الْأشْعَارَ تسْألُنيْ



أحمد توفيق أنوس
شاعر لبناني

بقلم أحمد توفيق أنوس


لِمَنْ تكْتُبُ الْأشْعَارَ تسْألُنيْ
تَتَرَقَّبُ فيْ الْصَّمْتِ الرَّدَّ
وتَلْفَحُ وجْهِيْ بِعَيْنيْها
ترْتَعِشْ، معَ النَّظْرة الْكَلِمَات
هلْ يَغْفلُ الْغارِفُ مِنْ شِعْرِيْ
نبْضَ الإحْساس، أسْألُها
تَتَلَفّتُ فِيْ الصّمْتِ طويْلاً
وتُشِيْعُ الْبَسْمَة على الْشّفَتَيْن
والْشَّكَّ يُحَاكُ بِطَرْفَيْها
تَغْرِزُ فيْ الشَّعْرِ أنَامِلَها
تَتَأمَّلُ فِيْ الرُّكْنِ مَرايا
بِضْعَةُ أقْداحٍ لِلرّاحِ
والأُخْرى أُعِدَّتْ لِلشَّاي
وهُنَاكَ قَوارِيْرُ الْعِطْر
يَمْتَلِئُ العُقْب خَوَاء
تَخْتالُ الأُطْرُ على الرَّفِّ
قُرْبَ الشُّبَّاكِ يُجَلِّلَها
كُتُبٌ وصَحَائِفُ شُعَراء
فِيْ الأَعْلى تَرَبَّعَ بُوْشكيْن
فَارِسْ، ونَشِيْدُ الْبُولْتَافا
وبِقُرْبِهِ سَاعَاتُ الْكَسَلِ
وكُوْمِيْدِيَا الأَخْطَاءَ وهَمْلت
وعَديْدٌ مِنْ كُتْبِ الْأُدَبَاء
والنَّظَرُ يُرَفْرِفْ كَفَراشٍ
فَوْقَ الْعَتَبَات
تَتَأَنَّى لِتَمْلأَ عَيْنَيْهَا
رفْد الْعُظَمَاء
فِيْ الجَانِبِ بعْض قُصَاصَاتٍ
تَحْلَمُ فِيْ طَيِّهَا آمَال
تَعْلُوْهَا رُسُوْمٌ إفْتَرَشَتّ
ثُلْثا وجِدَار
وأَشَارَتْ لِلرُّكْنِ بَعِيْداً
حَيْثُ لِفافاتٍ غَبْرَاء
يَعْلُوْهَا الصَّدَأُ وأَحْزَانٌ
تِبْرَ الأيّامِ وأَصْدَاء
أنْجَبْتها فالقَيْدُ مُرابيْ
صَيْحَةُ فَلاَّحٍ مَرَّ بيْ
صَرْخَةُ إنْسَانٍ إنْسَان
إنْفَضَّتْ أرْوَاحٌ عَذْراء
لِيَخْتَمِر الشَّهْدُ وتخْضَرُّ
خَطْو الْبُؤَسَاء
ولِفَافَة تَبْغٍ مُهْمَلَةٍ
تَحْتَ الأنْقَاض...
تَسْألُنِيْ والصَّحْو غُبارٌ
والدّمْعُ النّازِف والْرِّقُّ
ثَوَابَ الْأُجَرَاء
تَسْألُنِيْ والفِكْرُ أسِيْرٌ
وأنِيْنٌ لِلْحَقْلِ وثَكْلَى
والرَّبُّ بَرَاء
مَنْ يَسْمَعُ حَرْثَ الأَثْدَاء
والْعُرْسُ عَزَاء؟
فالْطّفْلُ يُغَنَّجُ بالدّم
والْمَوْتُ يَذْبَحُ كالشَّاةِ
عُقْرَ الْفُقَراء
تَسْألُنِيْ وخَرِيْفُ تَدَلّى
بيْنَ الأشْجَار
مَنْ شَاهَدَ حَابيٌّ مَرَّ
والْغُصْنُ عَرَاء؟
يَنْتَفِضُ الْثَّلْجُ إنْ مَرْجاً
أنْجَبَ بُرْكان، أسْأَلُها
هَلْ سَقْطٌ كَان الأبْرَار؟
هَلْ تُمْطِرُ صَحْراءٌ جَرْدا
خُبْزاً وثِمَار؟
تَنْسَلُّ مِنْ جَيْبِ حَقِيْبَتها
فِتْنَةُ أقْنِعَةٍ وسَرَاب
والْكُحْلُ يُبَهْرِجُ جَفْنَيْها
فِيْ الْخَدِّ تَضَرَّجَ وانْسَاب
فالْعَيْنُ تَوارتْ والْدّمْعُ
نَزْفٌ ودِمَاء
تسْألُنِيْ وتُبِيْحُ الْهَمْس
والْنَّحْبُ رَجَاء
إنْ تَطْرُق أبْوابَ الْمَجْد
فالْشِّعْرُ رِداء
والحُرُّ يُكَفْكِفُ أدْمُعهُ
نَسْم الْشُّهَداء
أسْألها الشِّعْرُ مِراء؟
هلْ نبْضُ الإحْساس وسخْطيْ
إلّا لبلاء؟
لا أطْلبُ مجْداً يذْكرنيْ
بيْن الغوْغاء
فأنا أخْصَبْتُ وعصْريْ
قبْل الإرْواء
وحرْفيْ يُقَلِّده الدّهْر
نوْراً وبَهاء
لا أكْتُبُ شِعْراً لأُغَنّيْ
نَزْو الشُّعَراء
بلْ أنْزِفُ والرّوْيّ لأنّيْ
صوْت الْبَؤَسَاء


frgl Hpl] j,tdr Hk,s - gAlQkX j;XjEfE hgXHaXuQhvQ jsXHgEkdX


لمشاهدة الموضوع الأصلي إضغط هنا

Viewing all articles
Browse latest Browse all 4451

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>