Quantcast
Channel: RSS الحوت السوري - منتدى المفتاح
Viewing all articles
Browse latest Browse all 4451

أحيت تماس فيّ دهشة صنعها يحيى الطاهر عبد الله

$
0
0


علي عطا

العرب أونلاين - علي عطا


"هل رأى أحدكم الصورة من كل زواياها، هل دققتم فيها. واضح أنكم لم تفعلوا، إذن من أين أتاكم ذلك اليقين؟"

احتار "أصدقاء الشعر" في تصنيف نص لي عرضتُ عليهم نشره في مجلة الحائط في كلية الإعلام- جامعة القاهرة. كان ذلك في عام 1984 تقريبا.

فقد اعتبرته شعرا، مع أنه كان مختلفا عما درجتُ على كتابته مبكرا وقرأته على أصدقاء ارتابوا فيه، خصوصا عندما لم يجدوه متوافقا مع أي من البحور والأوزان أو التفعيلات المتعارف عليها، لكنهم نشروه، على أية حال، ودعوني لإلقائه خلال أمسية سيحييها فاروق جويدة وعدد من الشعراء من أساتذة كلية دار العلوم.


خلال سنوات الجامعة كان صلاح عبدالصبور وأمل دنقل يتصدران قائمة شعرائي المفضلين، وانضمت إليهما فدوى طوقان.

كنتُ في المرحلة الثانوية أحفظ دواوين فاروق جويدة، إلى أن مللت رتابة إيقاعاته، وفي أجواء تلك المرحلة أيضا أصابتني مجموعة "أنا وهي وزهور العالم" ليحيى الطاهر عبدالله بدهشة لا تزال تلازمني حتى اليوم، فضلا عن عوالم السينما التي لا أشك في أنها لعبت دورا محوريا في تشكيل مخيلتي.


تلت ذلك سنوات عجاف بالنسبة إلى علاقتي بالشعر، قراءة وكتابة، وكانت تلك العلاقة بدأت في طفولتي عبر حاسة السمع من خلال ما كانت تبثه الإذاعة من قصائد مغناة وبرامج تحتفي بالشعر في مقدمتها "لغتنا الجميلة" لفاروق شوشة "سيُقدر لتلك العلاقة أن تنشط في العام 1999 على نحو مباغت جعلني أشعر بالتحقق من جديد، خصوصا في ما يتعلق بالاقتراب من أزمتي الذاتية".

من بين أصدقاء الشعر في الجامعة، واصل السير أحمد بخيت، والسيد حسن الذي أصبح من أميز مقدمي البرامج الثقافية في الإذاعة المصرية، مع تفاوت حظيهما من الشهرة كشاعرين. أما يسري فودة الذي كان يتميز بمقدرة لافتة في النظم، فقد أصبح وجها بارزا في قناة "الجزيرة"، ثم في قناة "اون تي في"، وأيمن الشيوي نال الدكتوراه في المسرح من إيطاليا، ومنى ياسين تتولى منصبا إعلاميا رفيعا في منظمة الصحة العالمية، ونادية النشار مذيعة مميزة في إذاعة "الشباب والرياضة" المصرية، ومجدي شندي يرأس تحرير صحيفة سياسية مستقلة تصدر من القاهرة هي صحيفة "المشهد" بعدما عمل لسنوات في صحيفة إماراتية، وأسامة طه جسد شخصية "كمال عبد الجواد" في ثلاثية نجيب محفوظ عندما قدمها التلفزيون في مسسل.

زمنيا، أنتمي وهؤلاء إلى جيل الثمانينات الذي سيقدر لي التعرف في ما بعد على عدد من شعرائه عن قرب، بالإضافة إلى شعراء آخرين من مختلف الأجيال، لكنني أشعر أنني أقرب إلى جيل التسعينات الذي أصدر عدد من رواده دواوينه الأولى قبل أن أصدر أنا ديواني الأول، "على سبيل التمويه" عام 2000.

من دون سابق إنذار، كتبت في أواخر 1999 قصيدة عنوانها "تماس" قرأتها على بطلتها عبر الهاتف. احتفت بها وبي، فانهمر السيل، لكن سرعان ما انقلبت محبتها إلى شئ آخر. على أية حال، غمرتني محبة إبراهيم أصلان وعبدالحميد البرنس وسيد محمود وعبد العزيز موافي وشعبان يوسف وعزمي عبدالوهاب وحسين عبد البصير وأحمد الشهاوي، وقرر الراحل الجميل حلمي سالم نشر ثلاثة نصوص في أحد أعداد "أدب ونقد" قبل أن يعرف أنني من كتبها.

بعد أربعة أشهر تقريبا اكتمل ديواني الأول، ونشرت دوريات عدة بعض نصوصه، قبل أن يحمله الشاعر الصديق شعبان يوسف إلى الشاعرة سهير المصادفة ليسألها عن مدى إمكانية نشره في سلسلة "كتابات جديدة"، وكانت تولت حديثا رئاسة تحريرها عقب استقالة الروائي إبراهيم عبدالمجيد. وافقت المصادفة، واقترحت حذف بعض الجمل والمفردات لأسباب "دينية وأخلاقية"، وأفهمتني أنها ليست صاحبة الملاحظات بشأن هذا الاقتراح، ولم أهتم بمعرفة من يكون صاحبها. أخذتُ بالاقتراح، بعدما تيقنت من أن ذلك لن يؤدي إلى خلل جوهري.

كان ذلك في ذروة أزمة رواية "وليمة لأعشاب البحر" التي تفاعلتُ معها بنص قصير عنوانه "ريش" ولم أضعه ضمن قصائد الديوان لارتباطه المباشر بتلك الأزمة العجيبة. بعد ذلك بنحو عام تم النشر الذي تزامن مع انطلاق دورة جديدة لمعرض القاهرة للكتاب، وفي العام التالي فوجئت بإعادة نشر الديوان ضمن سلاسل "مكتبة الأسرة"، في إطار مشروع "القراءة للجميع".





Hpdj jlhs td~ ]iam wkuih dpdn hg'hiv uf] hggi


لمشاهدة الموضوع الأصلي إضغط هنا

Viewing all articles
Browse latest Browse all 4451

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>