المجموعة القصصية «فراش ناعم»
صدرت المجموعة القصصية «فراش ناعم» للكاتب المسرحى خالد السيد وهدان، عن سلسلة أدباء ماسبيرو-2013، بعد عديد من الإصدارات والجوائز المسرحية، والمؤلفات السياسية.
وتتناول «فراش ناعم» العلاقات الزوجية والحياة داخل البيوت وفنون العلاقات الخاصة، وما يحدث فيها من حب وجذب ولقاء وخصام، وترسخ لقيم الرومانسية والحب والعاطفة المفتقدة فى المجتمع العربى.
والمتأمل لأسماء القصص القصيرة فى "فراش ناعم" (قبلات– إغماءة– العذرية– شعرها– أشبهها- رائحتها- طلاق – انفصال – الأزهار– عصفورة – عروس – الإنجاب– الأنثى– فراشتى– مغتصبة) يجدها تحمل فى طياتها مسميات حياة المرأة، وما يشغل بالها ويحير حياتها فى العصر الحديث، لكنها كتبت بقلم مبدع رجل حاول فهم ما يجول بخاطرها من أفكار وطموحات، فى ظل ما يردد بأنه عصر المرأة، وصدور قوانيين تحمى حقوقها، امتدت لحقوق الرجل لتحصينها أكثر، كما فى قانون الأحوال الشخصية المصرى.
المجموعة القصصية تسرد الكثير من الطرق التى تساعدنا على "العودة الآمنة" إلى داخل العلاقة الإنسانية داخل البيوت بين الأزواج، وكذلك بين الخطاب، كأنها تضع روشته لانقاذ الحياة الأسرية من الخراب.
تتناول قصص المجموعة المغريات الذى تتعرض له البيوت من الميديا العالمية والتى تنتقص من حق الأسرة فى الحوار، فترى أنه لن يكون هناك أفق للحل إلا إذا عاد الدين والحب لحياتنا من جديد.
يضع "فراش ناعم" بالافكار التى تحملها القصص المنشورة الإنسان أمام اختبار حقيقى وصعب، عن أهمية مواصلة الحياة بالشكل الملائم لعمرنا وقلوبنا والأفكار التى تجدد كل لحظة حولنا، لكى يستطيع السير بأقل الخسائر.
ويسعى «فراش ناعم» إلى دعوة الناس إلى التريث والوقوف والتفكير فى حياتهم، وطرح العديد من الأسئلة والاستفسرات حول قيمة اللحظات التى تمر عليهم بلا حب.
القصص تريد أن تخبر الناس أن الحب والرومانسيات بين الرجل والمرأة فى البيت العربى، لا بد أن يأتى على قائمة أوليات حياتهم، فى ظل الظروف السياسية التى يمر بها العالم العربى ودول الربيع العربى، وزيادة الغلاء، ولجوء الناس للمواقع الإلكترونية لتبديد أهم أوقات حياتهم، من أجل البحث عن قضية ينشغلون بها، فى ظل حالة الجمود التى تنتاب حياتهم بسبب قلة الحوار والحنان فى البيوت.
ورصد "فراش ناعم" ظواهر سلبية منتشرة فى بيوتنا، خلال كافة مراحل العلاقة بين الشاب والفتاة وكذلك بين الأزواج، وافتقار الطرفين لصيغة أساسية وهى التفاهم والحب، وبالرغم من ذلك نجدهم، يستمرون فى تجربتهم بلا أدنى تفكير، وتمر الأيام وتقع المشكلات ويحدث طلاق سريع كما حدث زواج سريع.
وتتناول المجموعة الإجابة على العديد من الاسئلة التى يقف امامها الأزواج فى البيوت، حول قيمة الحياة وكيفية السير فى طريقها الصعب، لتخبر التجربة الشخص الذكى الواعى بتجربته، أن اقامة البيوت شىء صعب، ولا بد من الاعداد له نفسيا واجتماعيا قبل أن يكون ماليا وجنسيا. وأن كافة الأمور من البداية كان يمكن أن تسير فى الطريق الصحيح باتباع منهج الدين والحب الذى يدعو له الكاتب فى مجمل قصصه.
وتعتبر "فراش ناعم" تجربة مهمة تعرض لها المؤلف فى كافة مناحى حياته، دفعته لرصد كل ما يدور من حوله، وألتمس منها الحكمة وفهم طبيعة الناس والمرأة بعدما تجاوزه سن الأربعين، وما تتسم هذه المرحلة بالنضج الشديد، وأهمية السعى للإجابة على الأسئلة المصيرية فى الحياة، لكى يسير الإنسان بلا أثقال فوق قلبه وعقله. وكذلك كيفية بلوغ الإنسان ما يصبو إليه من راحة وهناء، فى زمن يصعب فيه التواصل مع الناس والحياة بالشكل الكلاسيكى القديم.
ويدعو الكتاب إلى إرجاع كافة مراحل الإنسان الأسرية إلى التعليم المؤسسى، فى ظل غياب الأسرة الناصحة للبنت والولد عن كيفية ادارتها حياتهما فى أيامهما الأولى، وهى الفترة التى تكثر فيها معدلات الطلاق، خاصة أول خمس سنوات، وإلتماس الحكمة من غير المتخصص ولمواقع الكترونية تضر أكثر مما تفيد، وتمر الحياة وتبقى أثارها النفسية كامنة فى القلوب إلى الأبد.
وتسرد بعض قصص المجموعة حكايات مؤلمة، نتيجة الخجل وقلة الوعى لتنعكس سلبيا على مجمل الحياة الأسرية، وقد تدفع أحد الأطراف إلى الإقدام على قرارات خطيرة تضر بالحياة الاجتماعية.
ويخاطب "فراش ناعم" الإنسان الذى يمعن النظر فى كل ما حوله فى حياته وحياة الاخرين، آملا فى الوصول إلى إجابات تريحه وترضى حياته وشغفه للمضى قدما بلا معاناة، أجوبة معقولة لا تتعارض مع الأعراف والتقاليد والأديان. ولعل أبرز تلك الأسئلة، ما يعرف بالطلاق والزواج الثانى، للوقوف ثانية بعد تعثر.
وتناقش قصص "فراش ناعم" نظرة المجتمع للمرأة التى تسعى للارتباط لاستقرار حياتها، أو خوض تجربة الحب والزواج الثانى بعد فقدان عائل الأسرة، لمساعدتها ودعمها نفسيا وإنسانيا، بدلا من أن تمضى فى الحياة بمفردها تعانى غياب شريك الرأى والفراش الخشن.
ولا تنفصل القصص عن الواقع المعاش أبدا، بالرغم من رومانسيتها وخيالها الجامع المحبب للقارىء، فهى تتحدث عن واقعنا الأسرى لحظة بلحظة، وما يحدث فى البيوت والغرف الخاصة، كأننا نعيش حياتنا أمامنا ونراها على الورق مكتوبة، فتكشف نفوسنا على حقيقتها، والذكى منا من يتعلم ويفهم ويغير حياته أملا فى السعادة.
وتوجد العديد من القصص التى تقارن الحياة العربية وما بها من عادات وتقاليد وأعراف صعبة ترهق كثيرا الرجل والمرأة، خلال العديد من مراحل عمرهم وتجربتهم الإنسانية، مثل الإقدام على الزواج والطلاق، وما يقابله من مرونه فى الحياة الغربية التى تيسر على أصحابها أيام حياتهم بلا تعقيدات الشرق.
ويتعرض الكتاب للعديد من القضايا الشائكة جدا حول العلاقات العاطفية والخاصة داخل غرف النوم، التى أصبحت مستباحة أمام الأطفال والأولاد والضيوف والزوار بعدما كانت ملكة المرأة وخدرها الأثير، فى ظل طقوس وأعراف انقرضت الآن فى ظل التدهور الأخلاقى الذى ساد العالم والمجتمات بسبب الاباحية.
وعن تجربته فى القصة القصيرة، يقول خالد وهدان فى مقدمة المجموعة: وجدتها كاميرا لحظية أسجل بواسطتها لحظات مفصلية فى حياة الناس والشعوب ونفسى؛ ومن يقرأ المجموعة القصصية "فراش ناعم" من الخارج، يجدها كادًرا واحدًا مليئًا بالتفصيلات اللا نهائية، تفاصيل قد تتشابه وتكرر فى حياة الإنسان والإنسانية، لكن دراميتها تختلف حسب تجربة كل إنسان، ومدى فهمه للأمور، ونظرته للأشياء وما يدور من حوله.
ويمضى بحديثه: "لكن..من يقرأها من الداخل والخارج، بإحساس الإنسان الذى وعى تجارب الحياة التى مرت وتمر عليه، ويضع قصص المجموعة بجوار بعضها البعض، يجدها شريطا سينمائيا ممتدًا، كأنها رواية مجزأة أو حياة متقطعة، وأيضا موصولة بمدى اهتمام وحكمة المتلقى فى رصد الأشياء وفهـم ما يطرح عليه من أفكار وفنون وآداب وتجارب حياتية، وكذلك وعيه بلعبة القص والحكى وتقلبات الإنسان داخل الدراما وفى الحياة".
ويشير المؤلف عن تجربة "فراش ناعم"، بقوله: "هى أول مجموعة قصصية أكتبها، وقد دفعت إليها دفعا، بسبب العالم الافتراضى "الإنترنت", بعدما تعثرت فى التواصل عبر المواقع الاجتماعية بإنتاجى المسرحى الذى يتطلب الوقت والجهد، لطول النص وكثرة تفصيلاته، لإدراك أبعاده الدرامية. كانت وما زالت صدفة خلابة".
و"فراش ناعم" كتب بأسلوب فصحى سهل وبسيط يصل إلى ذهن المتلقى العادى، ويجد فيه المتخصص متعة القراءة والحكى والسرد والإنسانيات التى نفتقدها فى حياتنا.
وعن علاقة الكتاب بالثورة المصرية، يقول المؤلف: "تتجلى علاقة المجموعة بالثورة المصرية فى اعادة بناء الناس لبيوتهم الخشنة، بقلوب عامرة بالحب، مثلما هدموا نظامهم الفاسد، بالشجاعة".
وفى سياق متصل للمؤلف 150 مقالا سياسيا نشروا فى الصحافة العربية، 15مؤلفا مسرحيا وسياسيا ،بتقديم: سعد الدين وهبة ومحفوظ عبد الرحمن ود. عبد المعطى شعراوى وسامى خشبة وفهمى هويدى ود. محمد عباس ود. رفعت سيد أحمد. وحاصل علـــــى جائـزة تيـــمور المسرحية مرتيــــن عامــــى 1997 /2003 – عن نصين الأول:" الحياة على إيــقاعات الموت"، صادر عن الهيئة العامة للكتاب 1998م ،تقديم: د. حسين عبد القادر.
الثاني: "أخبار الربيع" صادر عن الهيئة العامة للكتاب 2005م، تقديم: سعد الدين وهبة ومحفوظ عبد الرحمن. وحاصل علـــــى جائـزة اتحاد الكتاب عن مسرحية أخبار الربيع 2005 م. وقام بمسرحة الإلياذة بالكامل لأول مره فى نص "حصان طروادة" عام 2008م.
ويذكر أن للمؤلف مسلسلا بعنوان " شخصيات من نور" تحت الإنتاج يرصد فى 100 حلقة أهم الشخصيات التى أثرت القرن العشرين فى كافة المجالات، وكذلك 150 مقالا سياسيا نشروا فى الصحافة العربية.
وسلسلة أدباء ماسبيرو التى يرأس تحريرها المؤلف خالد وهدان، تتبع مشروع الإبداع الجماعى الذى نفذ منه 8 اعداد ونشر أكثر من 8 الاف نسخة وزعت مجانا تحمل انتاج أكثر من 30 أديب شاب ومترجم وفنان تشكيلى.
وتصدر الغلاف الخلفى لاعداد سلسلة ادباء ماسبيرو فكرة المشروع، " أن تجربة الأدبــاء الجدد تستحق الرثـاء. لذا لابد أن تتعامـل المؤسـسات الثــقافيـة بشـكل مؤسـسي لحلهـا, وذلك بتأسـيس لجنــة تكـون بمثـابـة أكاديمـية صـغيـرة, تستــقبل المبـدعــين وتتسـلم نصوصـهم من أجل غربلتها ونشـر أفضـلها في كتاب جمـاعي, وقد اطلع عليه النقاد لإرشادهم إلى المراجع التي يجب أن يقفوا عليها. تقوم اللجـنة بترشـيح الإبداعـات المناسـبة لتحويلهـا إلى أعمـال دراميــة جمـاعية لا يمكـن أن تكون متميــزة بشـكل فــردي. وإذا وجـدنـا أعـمــالا تستــحق لا نتـردد في تقديمهـا بشـكـل فـردي. تقيـم اللجنـة ندوة لتقديمهم للنقـاد والجمهـور حتى يـكون إبداعهـم على محـك النقد. أيضا ترشـيحه إلى المسـابقات والبعثـات الملائمـة. المبـدع من خلال هذا العمـل الـجماعي يكتسب الخبرة ويتجنب السعي بلا جدوى في أروقة المؤسـسات المكبلة بالروتيـن ويحمـى من مخاطـر العمل الأول والإنتاج الخاص. تكـرر الـتجربـة خـلال عاميـن, إذ يكـون الـمبـدع ألم بالـوسـط الثـقـافـي وقضـاياه ومشاكله ودهاليزه, لأن الانخراط في الممارسة يسهم بشكل كبير في تجـويد الإبـداع والـتأمل الفكـري, ولأن الممارسـة هي التي تغير الواقـع. أما المبـدع الذي ترفض اللجنة أعماله, فعلينا أن نمنحه فرصة العرض على اللجان المصغرة بالمؤسـسـات الثـقـافية فإذا لم يوفـق؛ فعـلى اللجنـة أن تـرشـده إلـى طـرق كشف مواهبه الحقيقية في أي مجال خارج أو داخل العمل الثقافي. وقد قدم المشروع إلى كافة الهيئات الثقافية. لكن, لم يستجب أحد". وهى التجربة التى نفذها خالد وهدان على العاملين بالتلفزيون المصرى، ثم وسع المشاركة أمام كافة الأدباء المصريين والعرب، لتكون السلسلة "ملتقى" للأدباء المصريين والعرب. إن الغالبية العظمى من الأدباء الناشرين بالسلسلة، أدباء ينشرون لأول مرة، بعدما عجزوا عن ذلك فى مؤسسسات الثقافة الرسمية.
والسلسلة وتقوم بطبع ألف نسخة توزع قيمة تكاليفهم على كافة الأدباء ويأخذون نسخ متساوية، على أن يتم فى نهاية كل ثلاثة شهور، توزيع كافة النسخ مجانا على الوسط الأدبى والإعلامى، حتى يتم بعد ذلك اقامة ندوات للأدباء الجدد، ويشتركون فى البرامج التلفزيونية، وغيرهما من الوسائل التى تبث الثقة فى نفوس الأدباء.
وقد اكتشفت السلسلة عشرات المؤلفين والمترجمين والكتاب والفنانيين التشكليين من داخل ماسبيرو وخارجة.
لمشاهدة الموضوع الأصلي إضغط هنا
صدرت المجموعة القصصية «فراش ناعم» للكاتب المسرحى خالد السيد وهدان، عن سلسلة أدباء ماسبيرو-2013، بعد عديد من الإصدارات والجوائز المسرحية، والمؤلفات السياسية.
وتتناول «فراش ناعم» العلاقات الزوجية والحياة داخل البيوت وفنون العلاقات الخاصة، وما يحدث فيها من حب وجذب ولقاء وخصام، وترسخ لقيم الرومانسية والحب والعاطفة المفتقدة فى المجتمع العربى.
والمتأمل لأسماء القصص القصيرة فى "فراش ناعم" (قبلات– إغماءة– العذرية– شعرها– أشبهها- رائحتها- طلاق – انفصال – الأزهار– عصفورة – عروس – الإنجاب– الأنثى– فراشتى– مغتصبة) يجدها تحمل فى طياتها مسميات حياة المرأة، وما يشغل بالها ويحير حياتها فى العصر الحديث، لكنها كتبت بقلم مبدع رجل حاول فهم ما يجول بخاطرها من أفكار وطموحات، فى ظل ما يردد بأنه عصر المرأة، وصدور قوانيين تحمى حقوقها، امتدت لحقوق الرجل لتحصينها أكثر، كما فى قانون الأحوال الشخصية المصرى.
المجموعة القصصية تسرد الكثير من الطرق التى تساعدنا على "العودة الآمنة" إلى داخل العلاقة الإنسانية داخل البيوت بين الأزواج، وكذلك بين الخطاب، كأنها تضع روشته لانقاذ الحياة الأسرية من الخراب.
تتناول قصص المجموعة المغريات الذى تتعرض له البيوت من الميديا العالمية والتى تنتقص من حق الأسرة فى الحوار، فترى أنه لن يكون هناك أفق للحل إلا إذا عاد الدين والحب لحياتنا من جديد.
يضع "فراش ناعم" بالافكار التى تحملها القصص المنشورة الإنسان أمام اختبار حقيقى وصعب، عن أهمية مواصلة الحياة بالشكل الملائم لعمرنا وقلوبنا والأفكار التى تجدد كل لحظة حولنا، لكى يستطيع السير بأقل الخسائر.
ويسعى «فراش ناعم» إلى دعوة الناس إلى التريث والوقوف والتفكير فى حياتهم، وطرح العديد من الأسئلة والاستفسرات حول قيمة اللحظات التى تمر عليهم بلا حب.
القصص تريد أن تخبر الناس أن الحب والرومانسيات بين الرجل والمرأة فى البيت العربى، لا بد أن يأتى على قائمة أوليات حياتهم، فى ظل الظروف السياسية التى يمر بها العالم العربى ودول الربيع العربى، وزيادة الغلاء، ولجوء الناس للمواقع الإلكترونية لتبديد أهم أوقات حياتهم، من أجل البحث عن قضية ينشغلون بها، فى ظل حالة الجمود التى تنتاب حياتهم بسبب قلة الحوار والحنان فى البيوت.
ورصد "فراش ناعم" ظواهر سلبية منتشرة فى بيوتنا، خلال كافة مراحل العلاقة بين الشاب والفتاة وكذلك بين الأزواج، وافتقار الطرفين لصيغة أساسية وهى التفاهم والحب، وبالرغم من ذلك نجدهم، يستمرون فى تجربتهم بلا أدنى تفكير، وتمر الأيام وتقع المشكلات ويحدث طلاق سريع كما حدث زواج سريع.
وتتناول المجموعة الإجابة على العديد من الاسئلة التى يقف امامها الأزواج فى البيوت، حول قيمة الحياة وكيفية السير فى طريقها الصعب، لتخبر التجربة الشخص الذكى الواعى بتجربته، أن اقامة البيوت شىء صعب، ولا بد من الاعداد له نفسيا واجتماعيا قبل أن يكون ماليا وجنسيا. وأن كافة الأمور من البداية كان يمكن أن تسير فى الطريق الصحيح باتباع منهج الدين والحب الذى يدعو له الكاتب فى مجمل قصصه.
وتعتبر "فراش ناعم" تجربة مهمة تعرض لها المؤلف فى كافة مناحى حياته، دفعته لرصد كل ما يدور من حوله، وألتمس منها الحكمة وفهم طبيعة الناس والمرأة بعدما تجاوزه سن الأربعين، وما تتسم هذه المرحلة بالنضج الشديد، وأهمية السعى للإجابة على الأسئلة المصيرية فى الحياة، لكى يسير الإنسان بلا أثقال فوق قلبه وعقله. وكذلك كيفية بلوغ الإنسان ما يصبو إليه من راحة وهناء، فى زمن يصعب فيه التواصل مع الناس والحياة بالشكل الكلاسيكى القديم.
ويدعو الكتاب إلى إرجاع كافة مراحل الإنسان الأسرية إلى التعليم المؤسسى، فى ظل غياب الأسرة الناصحة للبنت والولد عن كيفية ادارتها حياتهما فى أيامهما الأولى، وهى الفترة التى تكثر فيها معدلات الطلاق، خاصة أول خمس سنوات، وإلتماس الحكمة من غير المتخصص ولمواقع الكترونية تضر أكثر مما تفيد، وتمر الحياة وتبقى أثارها النفسية كامنة فى القلوب إلى الأبد.
وتسرد بعض قصص المجموعة حكايات مؤلمة، نتيجة الخجل وقلة الوعى لتنعكس سلبيا على مجمل الحياة الأسرية، وقد تدفع أحد الأطراف إلى الإقدام على قرارات خطيرة تضر بالحياة الاجتماعية.
ويخاطب "فراش ناعم" الإنسان الذى يمعن النظر فى كل ما حوله فى حياته وحياة الاخرين، آملا فى الوصول إلى إجابات تريحه وترضى حياته وشغفه للمضى قدما بلا معاناة، أجوبة معقولة لا تتعارض مع الأعراف والتقاليد والأديان. ولعل أبرز تلك الأسئلة، ما يعرف بالطلاق والزواج الثانى، للوقوف ثانية بعد تعثر.
وتناقش قصص "فراش ناعم" نظرة المجتمع للمرأة التى تسعى للارتباط لاستقرار حياتها، أو خوض تجربة الحب والزواج الثانى بعد فقدان عائل الأسرة، لمساعدتها ودعمها نفسيا وإنسانيا، بدلا من أن تمضى فى الحياة بمفردها تعانى غياب شريك الرأى والفراش الخشن.
ولا تنفصل القصص عن الواقع المعاش أبدا، بالرغم من رومانسيتها وخيالها الجامع المحبب للقارىء، فهى تتحدث عن واقعنا الأسرى لحظة بلحظة، وما يحدث فى البيوت والغرف الخاصة، كأننا نعيش حياتنا أمامنا ونراها على الورق مكتوبة، فتكشف نفوسنا على حقيقتها، والذكى منا من يتعلم ويفهم ويغير حياته أملا فى السعادة.
وتوجد العديد من القصص التى تقارن الحياة العربية وما بها من عادات وتقاليد وأعراف صعبة ترهق كثيرا الرجل والمرأة، خلال العديد من مراحل عمرهم وتجربتهم الإنسانية، مثل الإقدام على الزواج والطلاق، وما يقابله من مرونه فى الحياة الغربية التى تيسر على أصحابها أيام حياتهم بلا تعقيدات الشرق.
ويتعرض الكتاب للعديد من القضايا الشائكة جدا حول العلاقات العاطفية والخاصة داخل غرف النوم، التى أصبحت مستباحة أمام الأطفال والأولاد والضيوف والزوار بعدما كانت ملكة المرأة وخدرها الأثير، فى ظل طقوس وأعراف انقرضت الآن فى ظل التدهور الأخلاقى الذى ساد العالم والمجتمات بسبب الاباحية.
وعن تجربته فى القصة القصيرة، يقول خالد وهدان فى مقدمة المجموعة: وجدتها كاميرا لحظية أسجل بواسطتها لحظات مفصلية فى حياة الناس والشعوب ونفسى؛ ومن يقرأ المجموعة القصصية "فراش ناعم" من الخارج، يجدها كادًرا واحدًا مليئًا بالتفصيلات اللا نهائية، تفاصيل قد تتشابه وتكرر فى حياة الإنسان والإنسانية، لكن دراميتها تختلف حسب تجربة كل إنسان، ومدى فهمه للأمور، ونظرته للأشياء وما يدور من حوله.
ويمضى بحديثه: "لكن..من يقرأها من الداخل والخارج، بإحساس الإنسان الذى وعى تجارب الحياة التى مرت وتمر عليه، ويضع قصص المجموعة بجوار بعضها البعض، يجدها شريطا سينمائيا ممتدًا، كأنها رواية مجزأة أو حياة متقطعة، وأيضا موصولة بمدى اهتمام وحكمة المتلقى فى رصد الأشياء وفهـم ما يطرح عليه من أفكار وفنون وآداب وتجارب حياتية، وكذلك وعيه بلعبة القص والحكى وتقلبات الإنسان داخل الدراما وفى الحياة".
ويشير المؤلف عن تجربة "فراش ناعم"، بقوله: "هى أول مجموعة قصصية أكتبها، وقد دفعت إليها دفعا، بسبب العالم الافتراضى "الإنترنت", بعدما تعثرت فى التواصل عبر المواقع الاجتماعية بإنتاجى المسرحى الذى يتطلب الوقت والجهد، لطول النص وكثرة تفصيلاته، لإدراك أبعاده الدرامية. كانت وما زالت صدفة خلابة".
و"فراش ناعم" كتب بأسلوب فصحى سهل وبسيط يصل إلى ذهن المتلقى العادى، ويجد فيه المتخصص متعة القراءة والحكى والسرد والإنسانيات التى نفتقدها فى حياتنا.
وعن علاقة الكتاب بالثورة المصرية، يقول المؤلف: "تتجلى علاقة المجموعة بالثورة المصرية فى اعادة بناء الناس لبيوتهم الخشنة، بقلوب عامرة بالحب، مثلما هدموا نظامهم الفاسد، بالشجاعة".
وفى سياق متصل للمؤلف 150 مقالا سياسيا نشروا فى الصحافة العربية، 15مؤلفا مسرحيا وسياسيا ،بتقديم: سعد الدين وهبة ومحفوظ عبد الرحمن ود. عبد المعطى شعراوى وسامى خشبة وفهمى هويدى ود. محمد عباس ود. رفعت سيد أحمد. وحاصل علـــــى جائـزة تيـــمور المسرحية مرتيــــن عامــــى 1997 /2003 – عن نصين الأول:" الحياة على إيــقاعات الموت"، صادر عن الهيئة العامة للكتاب 1998م ،تقديم: د. حسين عبد القادر.
الثاني: "أخبار الربيع" صادر عن الهيئة العامة للكتاب 2005م، تقديم: سعد الدين وهبة ومحفوظ عبد الرحمن. وحاصل علـــــى جائـزة اتحاد الكتاب عن مسرحية أخبار الربيع 2005 م. وقام بمسرحة الإلياذة بالكامل لأول مره فى نص "حصان طروادة" عام 2008م.
ويذكر أن للمؤلف مسلسلا بعنوان " شخصيات من نور" تحت الإنتاج يرصد فى 100 حلقة أهم الشخصيات التى أثرت القرن العشرين فى كافة المجالات، وكذلك 150 مقالا سياسيا نشروا فى الصحافة العربية.
وسلسلة أدباء ماسبيرو التى يرأس تحريرها المؤلف خالد وهدان، تتبع مشروع الإبداع الجماعى الذى نفذ منه 8 اعداد ونشر أكثر من 8 الاف نسخة وزعت مجانا تحمل انتاج أكثر من 30 أديب شاب ومترجم وفنان تشكيلى.
وتصدر الغلاف الخلفى لاعداد سلسلة ادباء ماسبيرو فكرة المشروع، " أن تجربة الأدبــاء الجدد تستحق الرثـاء. لذا لابد أن تتعامـل المؤسـسات الثــقافيـة بشـكل مؤسـسي لحلهـا, وذلك بتأسـيس لجنــة تكـون بمثـابـة أكاديمـية صـغيـرة, تستــقبل المبـدعــين وتتسـلم نصوصـهم من أجل غربلتها ونشـر أفضـلها في كتاب جمـاعي, وقد اطلع عليه النقاد لإرشادهم إلى المراجع التي يجب أن يقفوا عليها. تقوم اللجـنة بترشـيح الإبداعـات المناسـبة لتحويلهـا إلى أعمـال دراميــة جمـاعية لا يمكـن أن تكون متميــزة بشـكل فــردي. وإذا وجـدنـا أعـمــالا تستــحق لا نتـردد في تقديمهـا بشـكـل فـردي. تقيـم اللجنـة ندوة لتقديمهم للنقـاد والجمهـور حتى يـكون إبداعهـم على محـك النقد. أيضا ترشـيحه إلى المسـابقات والبعثـات الملائمـة. المبـدع من خلال هذا العمـل الـجماعي يكتسب الخبرة ويتجنب السعي بلا جدوى في أروقة المؤسـسات المكبلة بالروتيـن ويحمـى من مخاطـر العمل الأول والإنتاج الخاص. تكـرر الـتجربـة خـلال عاميـن, إذ يكـون الـمبـدع ألم بالـوسـط الثـقـافـي وقضـاياه ومشاكله ودهاليزه, لأن الانخراط في الممارسة يسهم بشكل كبير في تجـويد الإبـداع والـتأمل الفكـري, ولأن الممارسـة هي التي تغير الواقـع. أما المبـدع الذي ترفض اللجنة أعماله, فعلينا أن نمنحه فرصة العرض على اللجان المصغرة بالمؤسـسـات الثـقـافية فإذا لم يوفـق؛ فعـلى اللجنـة أن تـرشـده إلـى طـرق كشف مواهبه الحقيقية في أي مجال خارج أو داخل العمل الثقافي. وقد قدم المشروع إلى كافة الهيئات الثقافية. لكن, لم يستجب أحد". وهى التجربة التى نفذها خالد وهدان على العاملين بالتلفزيون المصرى، ثم وسع المشاركة أمام كافة الأدباء المصريين والعرب، لتكون السلسلة "ملتقى" للأدباء المصريين والعرب. إن الغالبية العظمى من الأدباء الناشرين بالسلسلة، أدباء ينشرون لأول مرة، بعدما عجزوا عن ذلك فى مؤسسسات الثقافة الرسمية.
والسلسلة وتقوم بطبع ألف نسخة توزع قيمة تكاليفهم على كافة الأدباء ويأخذون نسخ متساوية، على أن يتم فى نهاية كل ثلاثة شهور، توزيع كافة النسخ مجانا على الوسط الأدبى والإعلامى، حتى يتم بعد ذلك اقامة ندوات للأدباء الجدد، ويشتركون فى البرامج التلفزيونية، وغيرهما من الوسائل التى تبث الثقة فى نفوس الأدباء.
وقد اكتشفت السلسلة عشرات المؤلفين والمترجمين والكتاب والفنانيين التشكليين من داخل ماسبيرو وخارجة.
المصدر: موقع ومنتديات المفتاح
gg;hjf hglsvpn ohg] hgsd] ,i]hk - hgl[l,um hgrwwdm «tvha khul»
لمشاهدة الموضوع الأصلي إضغط هنا